المقدمة لقاموس المدارس الابتدائية: Difference between revisions

no edit summary
(Created page with "{{menu bar |work=LE }} {{header}} {{top|tooltip off=1}} {{Print Button}} {{colophon |author=لودفيغ فتغنشتاين |translator=<span dir="rtl">ترجمة: ريم الحربي</span> |notes=<p dir="rtl" style="text-align: right;">هذه النسخة الرقمية من المقدمة تعتمد على المخطوطة Ts-205 لفتغنشتاين كما تظهر في Bergen Edition of the ''Nachlass''. أما نسخة PDF من القاموس (انتقل إلى...")
 
No edit summary
Line 10: Line 10:
|author=لودفيغ فتغنشتاين
|author=لودفيغ فتغنشتاين
|translator=<span dir="rtl">ترجمة: ريم الحربي</span>
|translator=<span dir="rtl">ترجمة: ريم الحربي</span>
|notes=<p dir="rtl" style="text-align: right;">هذه النسخة الرقمية من المقدمة تعتمد على المخطوطة Ts-205 لفتغنشتاين كما تظهر في Bergen Edition of the ''Nachlass''. أما نسخة PDF من القاموس (انتقل إلى أسفل هذه الصفحة لعرضها/تحميلها)، فهي تستند إلى: L. Wittgenstein. ''Wörterbuch für Volks- und Bürgerschulen''. Wien, Hölder-Pichler-Tempsky, 1926. والنص بلغته الأصلية يقع في نطاق الملكية العامة في البلدان والمناطق حيث مدة حقوق الطبع والنشر هي حياة المؤلف بالإضافة إلى 70 عامًا أو أقل. نُشرت هذه الترجمة ضمن التعاون مع مشروع لودفيغ فتغنشتاين باللغة العربية.</p>
|notes=<p dir="rtl" style="text-align: right;">هذه النسخة الرقمية من المقدمة تعتمد على المخطوطة Ts-205 لفتغنشتاين كما تظهر في Bergen Edition of the ''Nachlass''. أما نسخة PDF من القاموس (انتقل إلى أسفل هذه الصفحة لعرضها/تحميلها)، فهي تستند إلى: L. Wittgenstein. ''Wörterbuch für Volks- und Bürgerschulen''. Wien, Hölder-Pichler-Tempsky, 1926. والنص بلغته الأصلية يقع في نطاق الملكية العامة في البلدان والمناطق حيث مدة حقوق الطبع والنشر هي حياة المؤلف بالإضافة إلى 70 عامًا أو أقل. نُشرت هذه الترجمة ضمن التعاون مع مشروع لودفيغ فتغنشتاين باللغة العربية. نُشرت هذه الترجمة في 2025 بموجب ترخيص المشاع الإبداعي الدولي 4.0.</p>
}}
}}


Line 22: Line 22:
وعليه، فقد كان تسليم الطلاب قاموسًا في أيديهم أمرًا لا بد منه؛ إذ إن القاموس الذي يُوصى به في كثير من الأحيان لا يفي بالغرض المطلوب. ففي كراسة الكلمات تُترك بضع صفحات فارغة لكل حرف من الحروف الأولية، ويقوم الطلاب بكتابة الكلمات المهمة، بالترتيب الذي تظهر به أثناء الدرس. وقد يكون هذا الكراس نافعًا لبعض الأغراض، إلا أنه لا يصلح ليكون مرجعًا يُغني عن القاموس؛ إذ إنه إما أن يحتوي على عدد قليل جدًا من الكلمات، أو أن البحث فيه يكون شاقًا ويستغرق وقتًا طويلاً، مما يجعله عديم النفع عمليًا.
وعليه، فقد كان تسليم الطلاب قاموسًا في أيديهم أمرًا لا بد منه؛ إذ إن القاموس الذي يُوصى به في كثير من الأحيان لا يفي بالغرض المطلوب. ففي كراسة الكلمات تُترك بضع صفحات فارغة لكل حرف من الحروف الأولية، ويقوم الطلاب بكتابة الكلمات المهمة، بالترتيب الذي تظهر به أثناء الدرس. وقد يكون هذا الكراس نافعًا لبعض الأغراض، إلا أنه لا يصلح ليكون مرجعًا يُغني عن القاموس؛ إذ إنه إما أن يحتوي على عدد قليل جدًا من الكلمات، أو أن البحث فيه يكون شاقًا ويستغرق وقتًا طويلاً، مما يجعله عديم النفع عمليًا.


إن الحديث عن القواميس يثير تساؤلات حول الاختيار المناسب. فلا يُعتد إلا بالقاموسين الصادرين عن دار نشر الكتب المدرسية. فالطبعة الكبيرة من نفس الكتاب، والتي سأسميها "القاموس الكبير" اختصارًا، فإنها تعاني من عيوب عديدة بالنسبة لمقاصدي. أولاً، إن موسوعية هذا القاموس يجعله مكلفًا للغاية، وهو ما يفوق قدرة أهل المناطق الريفية. ثانيًا، بسبب حجمه الكبير، يجد الأطفال صعوبة في استخدامه. ثالثًا، يحتوي هذا القاموس على كلمات كثيرة لا تُستخدم في حياة الأطفال اليومية، خاصة الكلمات الأجنبية، بينما يغفل كلماتٍ بسيطة ضرورية مثل: ثم " "dann، متى " "wann، أنا "mir"، أنت "dir"، أنت "du"، في "in"، وما إلى ذلك.
إن الحديث عن القواميس يثير تساؤلات حول الاختيار المناسب. فلا يُعتد إلا بالقاموسين الصادرين عن دار نشر الكتب المدرسية. فالطبعة الكبيرة من نفس الكتاب، والتي سأسميها "القاموس الكبير" اختصارًا، فإنها تعاني من عيوب عديدة بالنسبة لمقاصدي. أولاً، إن موسوعية هذا القاموس يجعله مكلفًا للغاية، وهو ما يفوق قدرة أهل المناطق الريفية. ثانيًا، بسبب حجمه الكبير، يجد الأطفال صعوبة في استخدامه. ثالثًا، يحتوي هذا القاموس على كلمات كثيرة لا تُستخدم في حياة الأطفال اليومية، خاصة الكلمات الأجنبية، بينما يغفل كلماتٍ بسيطة ضرورية مثل: ثم "dann"، متى "wann"، أنا "mir"، أنت "dir"، أنت "du"، في "in"، وما إلى ذلك.


ولكن هذه الكلمات البسيطة، كثيرًا ما يخطئ الأطفال في كتابتها، فتكون سببًا لأخطاء مؤسفة لا يُستهان بها. ومن جهة أخرى، فإننا نفتقد في القاموس الكبير العديد من الكلمات المركبة والمشتقة، والتي ينبغي أن تُدرج في قاموس يُعدّ لطلاب المدارس الابتدائية، لأن الأطفال يعجزون عن تمييزها على أنها مشتقات أو مركبات، فلا يخطر ببالهم البحث عن جذورها. فعلى سبيل المثال، كلمة "مدخنة" "Rauchfang"، ينطقها الأطفال "Raufang"، أو قد يتعرفون عليها على أنها كلمة مركبة، لكنهم يخطئون في تحليلها، فيبحثون عن أجزاء مثل "ein" و"Name" بدلاً من "تناول" "Einnahme"، وهكذا.
ولكن هذه الكلمات البسيطة، كثيرًا ما يخطئ الأطفال في كتابتها، فتكون سببًا لأخطاء مؤسفة لا يُستهان بها. ومن جهة أخرى، فإننا نفتقد في القاموس الكبير العديد من الكلمات المركبة والمشتقة، والتي ينبغي أن تُدرج في قاموس يُعدّ لطلاب المدارس الابتدائية، لأن الأطفال يعجزون عن تمييزها على أنها مشتقات أو مركبات، فلا يخطر ببالهم البحث عن جذورها. فعلى سبيل المثال، كلمة "مدخنة" "Rauchfang"، ينطقها الأطفال "Raufang"، أو قد يتعرفون عليها على أنها كلمة مركبة، لكنهم يخطئون في تحليلها، فيبحثون عن أجزاء مثل "ein" و"Name" بدلاً من "تناول" "Einnahme"، وهكذا.
Line 32: Line 32:
إن المشكلات التي تظهر عند إعداد القاموس تتعلق باختيار الكلمات وترتيبها. وقد كان لي في اختيار الكلمات أسسٌ حاسمة، وهي على النحو الآتي:
إن المشكلات التي تظهر عند إعداد القاموس تتعلق باختيار الكلمات وترتيبها. وقد كان لي في اختيار الكلمات أسسٌ حاسمة، وهي على النحو الآتي:


# ينبغي أن يتضمن القاموس فقط على الكلمات المألوفة لطلاب المدارس الابتدائية في النمسا. ولهذا، استبعدتُ كثيرًا من الكلمات الألمانية الفصيحة التي لا تُستعمل في النمسا، مثل: الماكر abgefeimt""، قرد "äffen"، تكرار "bosseln"، كبير ""erklecklich، وغيرها. فلا بد من الاقتصاد في المساحة، إذ إن زيادة حجم القاموس تُصعب على الطالب البحث فيه، وتزيد من كلفة الكتاب. ومن جهة أخرى، فإنه لا بد من تحقيق أقصى قدر ممكن من الشمولية في حدود الكلمات المألوفة؛ لأن تكرار محاولات البحث غير المجدية يجعل الطالب في حيرةٍ، ويثبط عزيمته عن الرجوع إلى القاموس عند الحاجة.
# ينبغي أن يتضمن القاموس فقط على الكلمات المألوفة لطلاب المدارس الابتدائية في النمسا. ولهذا، استبعدتُ كثيرًا من الكلمات الألمانية الفصيحة التي لا تُستعمل في النمسا، مثل: الماكر "abgefeimt"، قرد "äffen"، تكرار "bosseln"، كبير "erklecklich"، وغيرها. فلا بد من الاقتصاد في المساحة، إذ إن زيادة حجم القاموس تُصعب على الطالب البحث فيه، وتزيد من كلفة الكتاب. ومن جهة أخرى، فإنه لا بد من تحقيق أقصى قدر ممكن من الشمولية في حدود الكلمات المألوفة؛ لأن تكرار محاولات البحث غير المجدية يجعل الطالب في حيرةٍ، ويثبط عزيمته عن الرجوع إلى القاموس عند الحاجة.
# لا توجد كلمة تعتبر سهلة بحيث يُستغنى عن إدراجها في القاموس، فقد شهدتُ من يكتب "wo" بإضافة حرف المد "h"، ومن يكتب "was" بضعف حرف "ss".  
# لا توجد كلمة تعتبر سهلة بحيث يُستغنى عن إدراجها في القاموس، فقد شهدتُ من يكتب "wo" بإضافة حرف المد "h"، ومن يكتب "was" بضعف حرف "ss".   
# تُدرج الكلمات المركبة في القاموس إذا كان يصعب على الطفل تمييزها من حيث إنها مركبات، أو إذا كان البحث عن جذورها قد يؤدي بسهولة إلى الوقوع في الخطأ.  
# تُدرج الكلمات المركبة في القاموس إذا كان يصعب على الطفل تمييزها من حيث إنها مركبات، أو إذا كان البحث عن جذورها قد يؤدي بسهولة إلى الوقوع في الخطأ.   
# تُدرج الكلمات الأجنبية إذا كانت شائعة الاستخدام، ويُذكر مقابلها الترجمة الألمانية إن لم يكن ذلك معقدًا أو أشد غموضًا في الفهم من الكلمة الأجنبية.
# تُدرج الكلمات الأجنبية إذا كانت شائعة الاستخدام، ويُذكر مقابلها الترجمة الألمانية إن لم يكن ذلك معقدًا أو أشد غموضًا في الفهم من الكلمة الأجنبية.
# تُدرج التعبيرات العامية، بقدر تأثيرها في لغة العلم، مثل قدح "Heferl"، حزمة "Packel"، بِركة "Lacke"، وغيرها.
# تُدرج التعبيرات العامية، بقدر تأثيرها في لغة العلم، مثل قدح "Heferl"، حزمة "Packel"، بِركة "Lacke"، وغيرها.


وفي بعض الحالات، لا شك أن اتخاذ القرار بشأن إدراج كلمة من عدمه يُعد أمرًا عسيرًا. إلا أن المسائل المتعلقة بترتيب الكلمات أشد تعقيدًا، إذ إن ترتيب الكلمات لا يعتمد فقط على مبدأ الترتيب الأبجدي، بل تتداخل فيه مبادئ أخرى متقاطعة، وتحديد أي هذه المبادئ يكون الحاسم في حالة بعينها غالبًا ما يرجع إلى الرأي الشخصي للمؤلف. ومن هذه المبادئ، على سبيل المثال، أن تُلحق الكلمات المشتقة بكلمتها الجذرية، بحيث تُجعل الكلمة الجذرية هي الأساس، وتتبعها الكلمات المشتقة معها في السطر ذاته، أو في أسطر متتالية تُكتب بصورة مائلة إلى الداخل (الأسطر مسننة). بيد أن هذا المبدأ يتعارض مع مبدأ الترتيب الأبجدي. خذ على سبيل المثال كلمات مثل: قديم alt""، مذبح "Altar"، سن الإنسان "Alter"، عصر قديم "Altertum"، عتيق "altertümlich". فإذا اتبعنا الترتيب الأبجدي هذا، فإننا نجد أن كلمتي "alt" و"Alter"، وهما مترابطتان في المعنى، قد تفصل بينهما كلمة "Altar"، التي تختلف عنهما في الدلالة. ولكن جمع الكلمات المترابطة في المعنى مرغوب فيه، لأسباب تتعلق بتوفير للمساحة. إلا أن هذا المبدأ، إذا طُبق، يستلزم أن تُضم كلمتا: "Altertum" و "altertümlich" أيضًا إلى كلمة "alt"، فتُقدمان على كلمة "Altar"، وهو ما يبدو غير طبيعي، ويُصعّب على القارئ العثور على الكلمات المشتقة الأكثر تعقيدًا. ولذلك، فقد رتبت الكلمات في هذا المثال على النحو التالي:  
وفي بعض الحالات، لا شك أن اتخاذ القرار بشأن إدراج كلمة من عدمه يُعد أمرًا عسيرًا. إلا أن المسائل المتعلقة بترتيب الكلمات أشد تعقيدًا، إذ إن ترتيب الكلمات لا يعتمد فقط على مبدأ الترتيب الأبجدي، بل تتداخل فيه مبادئ أخرى متقاطعة، وتحديد أي هذه المبادئ يكون الحاسم في حالة بعينها غالبًا ما يرجع إلى الرأي الشخصي للمؤلف. ومن هذه المبادئ، على سبيل المثال، أن تُلحق الكلمات المشتقة بكلمتها الجذرية، بحيث تُجعل الكلمة الجذرية هي الأساس، وتتبعها الكلمات المشتقة معها في السطر ذاته، أو في أسطر متتالية تُكتب بصورة مائلة إلى الداخل (الأسطر مسننة). بيد أن هذا المبدأ يتعارض مع مبدأ الترتيب الأبجدي. خذ على سبيل المثال كلمات مثل: قديم "alt"، مذبح "Altar"، سن الإنسان "Alter"، عصر قديم "Altertum"، عتيق "altertümlich". فإذا اتبعنا الترتيب الأبجدي هذا، فإننا نجد أن كلمتي "alt" و"Alter"، وهما مترابطتان في المعنى، قد تفصل بينهما كلمة "Altar"، التي تختلف عنهما في الدلالة. ولكن جمع الكلمات المترابطة في المعنى مرغوب فيه، لأسباب تتعلق بتوفير للمساحة. إلا أن هذا المبدأ، إذا طُبق، يستلزم أن تُضم كلمتا: "Altertum" و "altertümlich" أيضًا إلى كلمة "alt"، فتُقدمان على كلمة "Altar"، وهو ما يبدو غير طبيعي، ويُصعّب على القارئ العثور على الكلمات المشتقة الأكثر تعقيدًا. ولذلك، فقد رتبت الكلمات في هذا المثال على النحو التالي:  
</div>
</div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;">
<div dir="rtl" style="text-align: right;">
Line 48: Line 48:
</div>
</div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;">
<div dir="rtl" style="text-align: right;">
إلى آخره.
{{p center|إلى آخره.}}


لقد أوردتُ هذا المثال هنا لأنه يُظهر كيف أن ترتيب الكلمات يخضع لعدة آراء متباينة، يصعب في كثير من الأحيان الموازنة بين أحقية أطروحاتها المتعارضة. قد يرى البعض أن مبدأ الترتيب الأبجدي ينبغي أن يكون هو المبدأ السائد الوحيد (كما طُبق، على سبيل المثال، في قاموس "Weideschen"). غير أن الترتيب الأبجدي المحض، الذي يُدرج كلمات متباينة المعنى بين كلمات شديدة الارتباط، يتطلب من الطفل قدرةً عاليةً على التجريد، وهو في رأيي غير مستحسن من حيث فهم الكلمات، كما أنه لا يحقق – وهو أمر بالغ الأهمية – الاقتصاد في المساحة.
لقد أوردتُ هذا المثال هنا لأنه يُظهر كيف أن ترتيب الكلمات يخضع لعدة آراء متباينة، يصعب في كثير من الأحيان الموازنة بين أحقية أطروحاتها المتعارضة. قد يرى البعض أن مبدأ الترتيب الأبجدي ينبغي أن يكون هو المبدأ السائد الوحيد (كما طُبق، على سبيل المثال، في قاموس "Weideschen"). غير أن الترتيب الأبجدي المحض، الذي يُدرج كلمات متباينة المعنى بين كلمات شديدة الارتباط، يتطلب من الطفل قدرةً عاليةً على التجريد، وهو في رأيي غير مستحسن من حيث فهم الكلمات، كما أنه لا يحقق – وهو أمر بالغ الأهمية – الاقتصاد في المساحة.
Line 65: Line 65:
المؤلف.
المؤلف.
</div>
</div>
{{Ludwig Wittgenstein Project Arabic footer}}
[[Category:Previously unpublished translations]]