المقدمة لقاموس المدارس الابتدائية: Difference between revisions

no edit summary
No edit summary
No edit summary
 
Line 18: Line 18:
يسعى هذا القاموس إلى سدِّ حاجةٍ ماسةٍ في تعليم الإملاء في عصرنا الحاضر، وهو ثمرة تجربة المؤلف وممارسته العملية. إذ رأى، في سعيه لتحسين تهجئة تلاميذه، أن من الضروري أن يمدَّهم بقاموسٍ، يرجعون إليه في أي وقت، فيجدون فيه ضبط الكلمة وتهجئتها. وكان غرضه أن يكون الرجوع إليه ميسورًا وسريعًا، وأن يُعينهم على ترسيخ الكلمة في أذهانهم ترسيخًا دائمًا. في غالب الأحوال، عند كتابة المقالات وتنقيحها، تصبح مسألة ضبط الكلمات وتهجئتها من الأمور التي تستدعي اهتمام الطالب. وكثيرًا ما تكون الأسئلة التي يسألها الطالب إلى معلمه أو رفاقه سببًا في تعطيلهم عن أشغالهم، وقد تؤدي إلى نوع من الكسل الفكري، وفي كثير من الأحيان تكون المعلومات التي يقدمها الزميل غير صحيحة. فضلًا عن أنّ ما يُلقى شفهيًا لا يرسخ في الذاكرة رسوخ الكلمة المكتوبة.  
يسعى هذا القاموس إلى سدِّ حاجةٍ ماسةٍ في تعليم الإملاء في عصرنا الحاضر، وهو ثمرة تجربة المؤلف وممارسته العملية. إذ رأى، في سعيه لتحسين تهجئة تلاميذه، أن من الضروري أن يمدَّهم بقاموسٍ، يرجعون إليه في أي وقت، فيجدون فيه ضبط الكلمة وتهجئتها. وكان غرضه أن يكون الرجوع إليه ميسورًا وسريعًا، وأن يُعينهم على ترسيخ الكلمة في أذهانهم ترسيخًا دائمًا. في غالب الأحوال، عند كتابة المقالات وتنقيحها، تصبح مسألة ضبط الكلمات وتهجئتها من الأمور التي تستدعي اهتمام الطالب. وكثيرًا ما تكون الأسئلة التي يسألها الطالب إلى معلمه أو رفاقه سببًا في تعطيلهم عن أشغالهم، وقد تؤدي إلى نوع من الكسل الفكري، وفي كثير من الأحيان تكون المعلومات التي يقدمها الزميل غير صحيحة. فضلًا عن أنّ ما يُلقى شفهيًا لا يرسخ في الذاكرة رسوخ الكلمة المكتوبة.  


إن القاموس وحده هو الذي يجعل الطالب مسؤولًا تمام المسؤولية عن تهجئة ألفاظه، إذ يُعينه على معرفة أخطائه وتصحيحها متى أراد ذلك. ومع ذلك، فإن على الطالب أن يُحسن مقالته بنفسه، ليشعر بأنه مسؤول عن العمل ومؤلفه الوحيد، إذ أن التحسين المستقل هو الطريق الذي يُظهر للمعلم حقيقة علم الطالب وذكائه. وأما تصحيح الأعمال بين الطلاب لبعضهم وتبادل الدفاتر، فإنه يُفضي إلى تقديم صورة مشوشة عن قدرات تلاميذ الفصل، فلا أريد أن أستخلص من عمل الطالب "أ" ما يستطيع الطالب "ب " فعله، بل أريد أن أرى ذلك من عمله الخاص. والتحسين المتبادل لا يعكس المستوى الحقيقي للفصل، كما يُزعم أحيانًا (إذ يتعين على كل طالب أن يُقوم أعمال جميع زملائه، وهو أمر غير ممكن). كما أرى أن مثل هذا الإملاء المتوسط ليس مما يُعنى به المعلم، فلا ينبغي أن يكون "الفصل" هو من يتعلم الكتابة السليمة، بل يجب على كل طالب أن يتعلم ذلك على حدة.
إن القاموس وحده هو الذي يجعل الطالب مسؤولًا تمام المسؤولية عن تهجئة ألفاظه، إذ يُعينه على معرفة أخطائه وتصحيحها متى أراد ذلك. ومع ذلك، فإن على الطالب أن يُحسن مقالته بنفسه، ليشعر بأنه مسؤول عن العمل ومؤلفه الوحيد، إذ أن التحسين المستقل هو الطريق الذي يُظهر للمعلم حقيقة علم الطالب وذكائه. وأما تصحيح الأعمال بين الطلاب لبعضهم وتبادل الدفاتر، فإنه يُفضي إلى تقديم صورة مشوشة عن قدرات تلاميذ الفصل، فلا أريد أن أستخلص من عمل الطالب "أ" ما يستطيع الطالب "ب" فعله، بل أريد أن أرى ذلك من عمله الخاص. والتحسين المتبادل لا يعكس المستوى الحقيقي للفصل، كما يُزعم أحيانًا (إذ يتعين على كل طالب أن يُقوم أعمال جميع زملائه، وهو أمر غير ممكن). كما أرى أن مثل هذا الإملاء المتوسط ليس مما يُعنى به المعلم، فلا ينبغي أن يكون "الفصل" هو من يتعلم الكتابة السليمة، بل يجب على كل طالب أن يتعلم ذلك على حدة.


وعليه، فقد كان تسليم الطلاب قاموسًا في أيديهم أمرًا لا بد منه؛ إذ إن القاموس الذي يُوصى به في كثير من الأحيان لا يفي بالغرض المطلوب. ففي كراسة الكلمات تُترك بضع صفحات فارغة لكل حرف من الحروف الأولية، ويقوم الطلاب بكتابة الكلمات المهمة، بالترتيب الذي تظهر به أثناء الدرس. وقد يكون هذا الكراس نافعًا لبعض الأغراض، إلا أنه لا يصلح ليكون مرجعًا يُغني عن القاموس؛ إذ إنه إما أن يحتوي على عدد قليل جدًا من الكلمات، أو أن البحث فيه يكون شاقًا ويستغرق وقتًا طويلاً، مما يجعله عديم النفع عمليًا.
وعليه، فقد كان تسليم الطلاب قاموسًا في أيديهم أمرًا لا بد منه؛ إذ إن القاموس الذي يُوصى به في كثير من الأحيان لا يفي بالغرض المطلوب. ففي كراسة الكلمات تُترك بضع صفحات فارغة لكل حرف من الحروف الأولية، ويقوم الطلاب بكتابة الكلمات المهمة، بالترتيب الذي تظهر به أثناء الدرس. وقد يكون هذا الكراس نافعًا لبعض الأغراض، إلا أنه لا يصلح ليكون مرجعًا يُغني عن القاموس؛ إذ إنه إما أن يحتوي على عدد قليل جدًا من الكلمات، أو أن البحث فيه يكون شاقًا ويستغرق وقتًا طويلاً، مما يجعله عديم النفع عمليًا.